الفقيه في نظر الإمام الصادق(ع)
كيف كان(ع) يتمثّل الفقيه الذي يريد له أن يكون في الموقع القيادي في المجتمع، وهل الفقيه مجرّد إنسان يعيش في داخل فقهه ليستغرق فيه بعيداً عن حركية الرسالة في وعي الناس؟ وهل أنَّ الفقيه هو الإنسان الذي يحفظ ما يأتيه دون أن يحرّكه في دراسة ما في داخل الإنسان والمجتمع؟ لأنَّ القضية ليست هي أن تحفظ آيةً من هنا وآيةً من هناك، وحديثاً من هنا وحديثاً من هناك.. هنا يروي الإمام الصادق(ع) حديثاً عن أمير المؤمنين عليٍّ(ع) في هذا المجال، يقول: "ألا أخبركم بالفقيه حقّ الفقيه ـ الفقيه الذي يعيش حقَّ الفقه وحقّ رساليته وحركيته ـ مَن لم يقنط الناس من رحمة الله"(56)، الذي إذا أراد أن يحدّث الناس عن عذاب الله، فإنَّه لا يصوّر لهم المسألة كما لو كان الله تعالى يريد أن يرصد الإنسان ليكتشفه على معصية وليعاقبه عليها، كما يفعل بعض النّاس عندما يمارسون أسلوب الوعظ، فإنَّهم يصوّرون اللهَ لك في الصورة التي تشعر فيها أنَّ عليك أن لا تتحسّس شيئاً من رحمته، فإنَّه تعالى ينتظرك على معصية ليعذّبك بها فوراً.
"الفقيه مَنْ لم يُقنط الناسَ من رحمة الله ـ حدّثهم عن عذاب الله لتثير في نفوسهم شيئاً من الخوف الذي يجعلهم ينضبطون أمام الإحساس بالخطر، ولكن لا بدَّ لك من أن تتحدّث عن العذاب، لتتحدّث في الوقت نفسه عن المغفرة والرحمة، حتى يتوازن الأمر أ ولم يؤمنهم من عذاب الله ـ ليتحدّث إليهم عن أنَّ الله غفورٌ رحيم، ويوحي إليهم بألا يتعقّدوا من المعصية، ويشجّعهم على أخذ حريتهم في المعصية، وهذا ما يدفع البعض وعلى الطريقة الشعبيّة ـ لأن يقولوا: "ليوم الله يهوّن الله"، وهذا ما يجعلهم يستهينون بعذاب الله ـ ولم يرخّص لهم في معاصي الله ـ بحيث يهوّن عليهم المعاصي ويسهّلها لهم ـ ولم يترك القرآن رغبةً عنه إلى غيره".
كان(ع) يريد للناس أن يعيشوا داخل المجتمع وفيه ليتعلّموا منه، وقد رُوي عن أحد المعصومين أنَّ أحد أصحابه سأله: "جُعلت فداك، قال رجلٌ عرف هذا الأمر ـ يعني أصبح موالياً ومنتسباً إلى خطِّ أهل البيت ـ لزم بيته ولم يتعرّف إلى أحد من إخوانه، قال(ع) : »كيف يتفقّه هذا في دينه"(64)، وهذا معناه أنَّ الإمام يريد للناس أن يندمجوا في المجتمع الذي يعطيهم علماً وفقهاً ووعياً، وكان يقول: "وددتُ أنَّ أصحابي ضُربت رؤوسهم بالسياط حتى يتفقّهوا". وعن عليّ بن أبي حمزة، قال: سمعت أبا عبد الله(ع) ، يقول: "تفقّهوا في الدين، فإنَّه مَنْ لم يتفقّه منكم فهو أعرابي"(65)، والأعرابي كنايةٌ عن الإنسان الذي لا يعرف الدين جيِّداً، بل يأخذه بشكل سطحيّ {قالَتِ الأعرابُ آمنَّا قلْ لم تُؤمِنوا ولكنْ قُولُوا أسلَمْنا وَلمَّا يَدْخُلِ الإيمانُ في قُلوبِكُم} [الحجرات:14]، إنَّ الله تعالى يقول: {ليتفقّهوا في الدّين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلّهم يحذرون} [التوبة:122].
كيف كان(ع) يتمثّل الفقيه الذي يريد له أن يكون في الموقع القيادي في المجتمع، وهل الفقيه مجرّد إنسان يعيش في داخل فقهه ليستغرق فيه بعيداً عن حركية الرسالة في وعي الناس؟ وهل أنَّ الفقيه هو الإنسان الذي يحفظ ما يأتيه دون أن يحرّكه في دراسة ما في داخل الإنسان والمجتمع؟ لأنَّ القضية ليست هي أن تحفظ آيةً من هنا وآيةً من هناك، وحديثاً من هنا وحديثاً من هناك.. هنا يروي الإمام الصادق(ع) حديثاً عن أمير المؤمنين عليٍّ(ع) في هذا المجال، يقول: "ألا أخبركم بالفقيه حقّ الفقيه ـ الفقيه الذي يعيش حقَّ الفقه وحقّ رساليته وحركيته ـ مَن لم يقنط الناس من رحمة الله"(56)، الذي إذا أراد أن يحدّث الناس عن عذاب الله، فإنَّه لا يصوّر لهم المسألة كما لو كان الله تعالى يريد أن يرصد الإنسان ليكتشفه على معصية وليعاقبه عليها، كما يفعل بعض النّاس عندما يمارسون أسلوب الوعظ، فإنَّهم يصوّرون اللهَ لك في الصورة التي تشعر فيها أنَّ عليك أن لا تتحسّس شيئاً من رحمته، فإنَّه تعالى ينتظرك على معصية ليعذّبك بها فوراً.
"الفقيه مَنْ لم يُقنط الناسَ من رحمة الله ـ حدّثهم عن عذاب الله لتثير في نفوسهم شيئاً من الخوف الذي يجعلهم ينضبطون أمام الإحساس بالخطر، ولكن لا بدَّ لك من أن تتحدّث عن العذاب، لتتحدّث في الوقت نفسه عن المغفرة والرحمة، حتى يتوازن الأمر أ ولم يؤمنهم من عذاب الله ـ ليتحدّث إليهم عن أنَّ الله غفورٌ رحيم، ويوحي إليهم بألا يتعقّدوا من المعصية، ويشجّعهم على أخذ حريتهم في المعصية، وهذا ما يدفع البعض وعلى الطريقة الشعبيّة ـ لأن يقولوا: "ليوم الله يهوّن الله"، وهذا ما يجعلهم يستهينون بعذاب الله ـ ولم يرخّص لهم في معاصي الله ـ بحيث يهوّن عليهم المعاصي ويسهّلها لهم ـ ولم يترك القرآن رغبةً عنه إلى غيره".
كان(ع) يريد للناس أن يعيشوا داخل المجتمع وفيه ليتعلّموا منه، وقد رُوي عن أحد المعصومين أنَّ أحد أصحابه سأله: "جُعلت فداك، قال رجلٌ عرف هذا الأمر ـ يعني أصبح موالياً ومنتسباً إلى خطِّ أهل البيت ـ لزم بيته ولم يتعرّف إلى أحد من إخوانه، قال(ع) : »كيف يتفقّه هذا في دينه"(64)، وهذا معناه أنَّ الإمام يريد للناس أن يندمجوا في المجتمع الذي يعطيهم علماً وفقهاً ووعياً، وكان يقول: "وددتُ أنَّ أصحابي ضُربت رؤوسهم بالسياط حتى يتفقّهوا". وعن عليّ بن أبي حمزة، قال: سمعت أبا عبد الله(ع) ، يقول: "تفقّهوا في الدين، فإنَّه مَنْ لم يتفقّه منكم فهو أعرابي"(65)، والأعرابي كنايةٌ عن الإنسان الذي لا يعرف الدين جيِّداً، بل يأخذه بشكل سطحيّ {قالَتِ الأعرابُ آمنَّا قلْ لم تُؤمِنوا ولكنْ قُولُوا أسلَمْنا وَلمَّا يَدْخُلِ الإيمانُ في قُلوبِكُم} [الحجرات:14]، إنَّ الله تعالى يقول: {ليتفقّهوا في الدّين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلّهم يحذرون} [التوبة:122].