رامي الرومي- Admin
- عدد المساهمات : 135
تاريخ التسجيل : 06/01/2009
العمر : 33
رامي الرومي الأحد مايو 03, 2009 6:15 am
|
|
أسماء الله الحسنى بعيداً عن الخرافة
الحمد لله المتفضل على من شاء بما شاء ، ونشهد أن لا إله إلا هو الله وحده لا شريك له نعبده مخلصين له الدين ولو كره الكافرون ، ونشهد أن الهادي محمدا عبده ورسوله جاء بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وكفى بالله شهيدا.
أيها الناس: إنما الدنيا أمل مخترم وأجل منتقض وبلاغ إلى دار غيرها ، وسير إلى الموت ليس فيه تعريج فرحم الله امرؤاً فكر في أمره ونصح لنفسه وراقب ربه واستقال ذنبه ونور قلبه ، وخرج من ظلمة نفسه وسار إلى الله تعالى يدعوه بأسمائه الحسنى متبرئا من كل شرك يعلمه مستغفرا لما لا يعلمه ؛ قال تعالى: (هو الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر سبحان الله عما يشركون * هو الله الخالق البارئ المصور له الأسماء الحسنى يسبح له ما في السماوات والأرض وهو العزيز الحكيم)1.
وقد ورد في الصحيح أن نبيكم صلى الله عليه وسلم قال: (إن لله تسعة وتسعين اسما مائة إلا واحدا من أحصاها دخل الجنة ؛ إنه وتر يحب الوتر)2 ، وذكر الإمام البيهقي في كتاب الأسماء والصفات أن من معاني إحصائها إطاقتها بحُسن المراعاة لها والمحافظة على حدودها في معاملة الرب بها ، وقيل معناها: من عرفها وعقل معانيها وآمن بها ، وروى الإمام النووي في الأذكار عن ابن السني عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من أصابه هم أو حزن فليدع بهذه الكلمات يقول: أنا عبدك ابن عبدك ابن أمتك في قبضتك ناصيتي بيدك ماض في حكمك عدل في قضاؤك أسألك بكل اسم سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحدا من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن نور صدري وربيع قلبي وجلاء حزني وذهاب همي ؛ فقال رجل من القوم: يا رسول الله إن المغبون لمن غبن هذه الكلمات ؛ فقال صلى الله عليه وسلم: أجل ؛ فقولوهن وعلموهن فإنه من قالهن التماس ما فيهن أذهب الله تعالى حزنه وأطال فرحه)3.. أفأدركتم سر الاستجابة أيها الناس؟ من قالهن التماس ما فيهن (إيمانا وتصديقا وجزما) أذهب الله تعالى حزنه وأطال فرحه. أما الدعاء مع الغفلة كما نفعل اليوم فهو أقرب للعقوبة منه إلى الاستجابة ، ولما صار هذا هو الحال ماعاد للدعاء في قلوبنا أثر وأصبح مثل الفلكلور الشعبي في حياتنا ، وربما يذكر اسم فاجر من فجار الأرض فتقوم الأرض وتقعد معه وينسى الله تعالى! وصدق رب العالمين (ذلكم بأنه إذا دعي الله وحده كفرتم وإن يشرك به تؤمنوا فالحكم لله العلي الكبير)4 إن كان الأمر لله خالصا هبتم أهل الأرض ومستكبريها ، وخضتم وقعدتم وإن رضي أهل الباطل وسمحوا لكم بشيء من دينكم أخذتموه ؛ فكيف ترفعون أيديكم إلى الله ولا تستحيون منه وأنتم تقولون يا رب .. يا الله .. يا من يجيب المضطر إذا دعاه .. كيف تأتي الاستجابة مع الشرك الخفي أو الجلي ؛ كيف يتنزل نصر الله ، وهناك بقاع من بلاد المسلمين لا يدرس فيها الإسلام إلا كما تهوى الولايات المتحدة الأميركية وأخرى كما يريد اليهود! كيف يأتي عون الله وفي الأمة من يستحيي بدينه ويخجل من صلاته ويعبد هواه ويخاف من أن يعلنها على رؤوس الأشهاد : لا إله إلا الله محمد رسول الله.
(وإذا قرأت القرآن جعلنا بينك وبين الذين لا يؤمنون بالآخرة حجابا مستورا * وجعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه وفي آذانهم وقرا وإذا ذكرت ربك في القرآن وحده ولوا على أدبارهم نفورا)5.
(يارسول الله : أنهلك وفينا الصالحون؟ نعم إذا كثر الخبث)6 ؛ أما ميت القلب فيكون مع الخبث وصاحب الإيمان لا يرتضي لنفسه ذلك فيسارع إلى الخير ، ويغمس نفسه في حلبات التجرد لله فيزداد الصالحون واحدا ويكون لانغماسه نظر من الله وتوفيق فيهز قلوبا غافلة فتستغفر وتشد عزيمتها وراءه ؛ فيزداد الصالحون قوة ويبرؤون إلى الله من أهل الباطل ويتحققون بقوله تعالى: (ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في أسمائه سيجزون ما كانوا يعملون)7.
وأسماء الله الحسنى ذكرها الترمذي في روايته : (هو الله الذي لا إله إلا هو الرحمن الرحيم الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز
إن دين الله تعالى واضح بين ، وترك رسول الله صلى الله عليه وسلم الأمة على بياض ونقاء (لا يزيغ عنه إلا هالك)10.. وكل ما لم يرد عن المعصوم صلى الله عليه وسلم في كتاب الله وسنة رسوله فهو باطل باطل.
ما ذكرناه من الأمور قد يتجاوزه البعض ، ولكن هناك نوعا آخر من التحايل على العقل المسلم وعلى المثقفين بالذات! واسمعوا إلى هذا الخبر الذي ورد في مجلة العربي العدد رقم أربعمائة وسبعة عشر في مقالة عنوانها : الرقابة في مواجهة الطوفان للكاتب شوقي رافع يقول: أن هناك رواية عن رائد الفضاء الأميركي نيل آرمسترونغ الذي كان يسير في شوارع القاهرة فسمع صوت المؤذن فسأل مرافقه ما هذا الصوت؟ فقيل له: إنه الأذان ؛ فقال الرائد: ولكنه الصوت نفسه الذي سمعته وأنا أسير فوق سطح القمر ثم أشهر الرائد إسلامه! والرواية انتشرت بين المسلمين وتحمسوا لها وأصل فريتها يقع على عاتق مجلة ماليزية نقلت عنها مجلة عربية اتصل رئيس تحريرها بالكاتب ليجري حوارا مع آرمسترونغ حول الموضوع وكان الرائد مشغولا فطلب إرسال الأسئلة إليه ليجيب عنها ؛ فوضع الكاتب أكثر من ثلاثين سؤالا أحدها عن علاقته بزوجته بعد إشهار إسلامه ، وإن كان يفكر في الإقامة بمصر!! وبعد يومين أتى الرد في اثنا عشر سطرا [وصورته موجودة في مجلة العربي] يشكر الرائد فيها الكاتب ، ويقول أن الأسئلة لا تقوم على أساس! وقصة إسلامه [مفبركة] تماما وأنه لم يعتنق الإسلام ولم يسمع الأذان أو أي صوت آخر على القمر ولم يزر مصر في حياته ويعتذر عن إزعاجات الصحافة التي تفتقر إلى المصداقية!
وأخذ كاتب العربي رد آرمسترونغ لينشر في الصحيفة التي أعلنت إسلامه فاعتذروا بعد قرار هيئة التحرير! وكانت الخلاصة ما يلي: قالوا للكاتب : يا أستاذ لو نشرنا الرد لقامت علينا القيامة وسيعتبر الكثيرون أننا رددناه عن إسلامه! وبقي آرمسترونغ مسلما!!!
وصدق تعالى (ولو اتبع الحق أهواءهم لفسدت السماوات والأرض ومن فيهن)11. ونحن لا ندري كيف ينجرف المسلمون مع تلك الأخبار ؛ أهو نقص يحسه الغافلون فيسدونه بالتمويه على أنفسهم ؛ أم هو نوم طويل لا يريدون الاعتراف به فيستعيضون عن الاصطدام بحقيقته بقصص مفتراة تملؤهم نشوة ، وتقول لهم: الإسلام بخير .. أم هم شركاء من دون علم في الضعضعة النفسية لعوام المسلمين والتشويه الإعلامي للإسلام؟ أم هي أحلام وأوهام يظنونها تقوم مقام الجهاد في الحياة في سبيل الله علما وتعلما ودعوة وإرشادا وجهادا واستشهادا؟ أم أنهم عجزوا عن الشهادة للإسلام بسلوكهم واستقامتهم ودمائهم فجاءوا بشهداء آخرين! لا يملكون للإسلام نفعا ولا قوة ولا حياة ولا يكنون له حرصا ولا يملئون به الأرض عدلا وخيرا وإيمانا وسعادة وسرورا.
[size=12]وقبل |