شِعر الزهراء في رثاء أبيها (صلى الله عليه وآله ) :
قالت (سلام الله عليها ) بعد ان اخذت قبضة من تراب قبره الشريف:
ماذا على من شم تربة أحمد ** الا يشم مدى الزمان غواليا
صبت علي مصائب لو أنها ** صبت على الأيام عدن لياليا
و لها (عليها السلام ) و قد لحقت أمير المؤمنين (عليه السلام ) بعدما أخرجوه ملببا بحمائل سيفه
فلم تتمكن فعدلت الى قبر أبيها ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فاشارت اليه بحرقة و نحيب قائلة:
نفسي على زفراتها محبوسة ** يا ليتها خرجت مع الزفرات
لا خير بعدك في الحياة و انما ** أبكي مخافة أن تطول حياتي
ولها (عليها السلام ) و قد برح بها الشوق لرؤية أبيها وهي التي لم تكن تطيق فراقه:
قل صبري و بان عني عزائي ** بعد فقدي لخاتم الانبياء
عين يا عين اسكبي الدمع سمحاً ** ويك لا تبخلي بفيض الدماء
يا رسول الاله يا خيرة الله ** و كهف الأيتام و الضعفاء
لو ترى المنبر الذي كنت تعلوه ** قد علاه الظلام بعد الضياء
و قالت (صلوات الله و سلامه عليها ) مخاطبة أباها بعد ان عادت من خطبتها الكبرى تمضغ الالم
و تتجرع الحسرة:
قد كان بعدك أنباء وهنبثة ** لو كنت شاهدها لم تكثر الخطب
انا فقدناك فقد الارض وابلها ** واختل قومك فاشهدهم فقد نكبوا
تجهمتنا رجال واستخف بنا ** بعد النبي وكل الخير مغتصب
قد كان جبريل بالآيات يؤنسنا ** فغبت عنا فكل الخير محتجب
وكنت بدرا ونورا يستضاء به ** عليك تنزل من ذي العزة الكتب
فقد لقينا الذي لم يلقه أحد ** من البرية لا عجم ولا عرب
سيعلم المتولي ظلم حامتنا ** يوم القيامة انى سوف ينقلب
فسوف نبكيك ما عشنا وما بقيت ** لنا العيون بتهمال له سكب
وقدروي : لما توفي رسول الله صلى الله عليه وآله قالت فاطمة عليها
السلام تندبه:
أبــــــــــــــي وا أبـــــتــــــــــاه *** أجـــــــــــــاب ربـــــــــــــا دعاه
جنــــــــــــــة الفــردوس مأواه *** مــــــــــــن ربـــــــه مــــا أدناه
إلـــــــــى جبـــــــرئيل نـــــــعاه
ولما دفن رسول الله صلى الله عليه وآله أقبلت على أنس بن مالك فقالت: يا أنس كيف طابت
أنفسكم أن تحثوا على رسول الله صلى الله عليه وآله التراب؟ ثم بكت ورثته قائلة:
أغــــــبر آفاق السماء وكـورت *** شمس النهار وأظلــم العصران
فالأرض مــــن بعد النبي كئيبة *** أسفاً عليـه كثيـــــرة الـــرجفان
فليبكه شــــــرق البلاد وغربها *** ولتبــــــكه مضــــر وكــل يمان
يا خاتم الرسـل المبارك ضوءه *** صــــــلى عليك منزل القــــرآن
وقالت سلام الله تعالى عليها في رثاء أبيها
قـــــــل للـمــــــغيب تحت أطباق الثرى === إن كنت تســـــمع صـــرختي و ندائيا
صبـــــــت عــــــلي مصائب لو أنهـا === صبت علـى الأيـــــام صـــــــرن لياليا
قـــــد كنــــــــت ذات حمى بظل محمد === لا أختـــــــشـي ضـــــيماً وكان جماليا
فـــــــاليـــــوم أخشــع للذليل و أتـقـي === ضــــــيمي وأدفــــــــع ظالمــي بردائيا
فــــــــإذا بــــــكــــت قمرية فــي ليلها === شجناً على غصن بكيت صبـــــاحيـــــا
فـــــلأجعـــلـن الحـــزن بعد مؤنسـي === ولأجعلن الدمـــــع فيـــــــك وشـــــاحيا
مــــــــــاذا عـــلى من شم تربة أحمـد === أن لا يشـــم مــــدى الزمـــان غواليــــا
(أعيان الشيعة) ج1، ص323،
قالت الزهراء عليها السلام:
إذا مــــــات يـــــــــوماً ميتاً قل ذكـره === وذكــــــر أبـــــي مذ مــات والله أزيــد
تـــــذكــرت لمـــــا فـرق الموت بيننا === فعـــــــزيت نفــــــسي بــــالنبــي محمد
فقـــــلــت لـــــــه: إن الممات سبيـلنا === ومن لــم يمـت في يومــه مات في غـــد
(البحار) ج22، ص523
وقالت عليها السلام:
إذا أشتـــــــد شوقي زرت قبرك باكياً === أنــــــــوح وأشكـــــو لا أراك مجاوبي
فيــــــــا ساكن الغبراء علمتـني البكـاء === وذكــــــرك أنـــــساني جميع المصائب
فـــــإن كنــــت عني فـي التراب مغيباً === فما كنـت عـن قلبــي الحزيــن بغائـــب
(لبيت الأحزان) ص140
نشدت الزهراء عليها السلام بعد وفاة أبيها صلى الله عليه وآله:
و قـــــــــد رزئــنا بــه محضاً خليقته +++ صافـي الضرائب والأعــــراق والنسب
وكنــــــــــــت بـدراً ونوراً يستضاء به +++ عليك تنزل مـــــــن ذي العـــزة الكتب
وكـــان جبــــريل روح القدس زائرنا +++ فغــاب عنــا وكــــــــــل الخير محتجب
فليــــــت قبـــــلك كان الموت صادفنا +++ لـما مضيت وحـــــالــت دونـك الحجب
إنا رزئـــــنا بمــــا لم يــرز ذو شجن +++ مــن البـــــريـــــة لا عجــم ولا عــرب
ضاقت عــــــلي بـــــلاد بعد ما رحبت +++ وسيم سبـطـــــاك خسفاً فيه لي نصـب
فأنت و الله خــــيـر الخــــــــلـق كلهـم +++ وأصدق النـــاس حيث الصدق والكذب
فسوف نبكيك ما عشنـــا ومــــــا بقيت +++ مـــــــــــن العيــــون بتهمال لها سكـب